الأحد، 17 يوليو 2011

من هؤلاء..؟!






قد دخل علينا الشيطانُ من مداخِله، فدخلنا مداخلَ السوءِ في هذه الحياة.
 و لو أننا طردْنا عن أنفسَنا هذه العبارات لرأينا الدنيا على مثل ما خُلقت لنا،
 أجمل من شكلها الحالي، ولعمِلْنا فيها أحسن مما نعمل،
ولتزودنا من الخير العظيم الذي فيها،
 ليوم لا ينفع تلك النفس إلا ما جَمَعَتْ من زاد، لتقتاتَ فيه حينها.
~~~
ف الشياطين تنجذبُ إلى المعاني ذات الألفاظِ المستقرةِ في القلب،
 من شهوةٍ وطمعٍ وغيرها، فمتى خلا القلب منها فقدْ أَمِنَ نفسه،
 وصار خاليًا من شهواتها. وخُذ على ذلك مثال:-
~~~
 فها هو إمام السنة "أحمد بن حنبل" كم واجه الضَربَ والتعذيب،
 ولكنه لم ينظُر إليه كنظرتِنا،
إنما جعل في نفسه الصبر على بقاء السُنة و الدين،
 وأنّ الدين هو الأمة لا مجرد شَخْصِه.
~~~
 فهؤلاء قومٌ عرفوا لـِ اللذة الحقيقية طعم،
 لا يرون فضائِلَهُم فضائل إنما هم زرعٌ وضعه الله في الأرض،
 لا يملكُ إلا أن يكون على طبيعته،
ومن أراد له ألا يكون على طبيعته فكأنما يقول لشجرةِ التفاح أثمري غير التفاح،
فهل لذلك من عقل..؟!
~~~
رحمَهمـ الله، رحمَهمـ الله..~

*مقتــبس-بتصــرف-


الجمعة، 15 يوليو 2011

(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ)..!


هي الغايةُ التي شمّر لها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وجرى إليها المتسابقون،
ولها تتجه القلوب الصحيحة بالأشواق، فإن حياة المرء بحياة قلبه وروحه، ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطر ذلك القلب،
 وعبادته وفق ما يحبه ويرضاه. ومن فقد هذه الحياة فَقَد الخير كله، ولم يُعوَض عنها بشيء، فكل شي يفوت قد يُعَوض،
 ومن فاته الله لم يعوض عنه شيء البتّة..!
.... 
والعجب من حال أكثر الناس كيف ينقضي الزمان وينفد العمر وما شمّ لمثل هذا رائحة..؟!،
 بل عاش فيها عيش البهائم، وخرج من الحياة وما ذاق أطيب ما فيها.
فإنما النعيم بمعرفة الله وتوحيده، والأنس به والشوق إلى لقائه، وأنكد العيش عيش قلب مشتت،
وفؤاد ممزق ليس له قصد يبتغيه، ولا مسار يتجه إليه، تشعبت به الطرق وفي كل طريق كبوة،
....
 وما هُدي إلى الصراط المستقيم، وإن كان أمام عينيه واضحا..؟
ولن يحصل لقلبه قرار، إلا إذا اختار الفرار، نعم فرار إليه،
 يسكن به وتقر عينه بمولاه الذي ليس له من دونه ولي، فقير إليه غني به عمن سواه.
والأمر كما قيل:
 نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدًا لأول منزل
.... 
فمن حرص على أن يكون طريقه ببلوغ رضاه، نال غاية المنى، وبلغ علو المرام..،
 فالسير إلى الله من طريق أسمائه وصفاته، شأنه عجب،
 قد سيقت السعادة إلى صاحبة وهو مستلق على فراش لا تعب فيه، لا كد ولا شتات.
....
فمن انفتح له هذا الباب، انفتح له باب التوحيد الخالص و الإيمان الكامل،
(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ)، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
*مقتبس-بتصرف-